طالبات السعادة يرحبن بوفد اليونسكو

الاستثمار في التربية مفتاح التنمية المستدامة

وفد منظمة الأمم المتحدة يرصد مدارس الغد في مدرسة السعادة بدبي



طالبات السعادة يرحبن بوفد اليونسكو

هند سعيد

زار وفد من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" مدرسة السعادة التأسيسية بمنطقة دبي التعليمية للاطلاع على تجربة المدرسة في تطبيق مشروع مدارس الغد والذي بدأ العمل به في العام الدراسي الحالي ، ويهدف إلى تطوير النظام التعليمي بحيث يكون شاملا للمهارات الضرورية التي لا بد أن يكتسبها الطالب لمواجهة تحديات العصر، وتوفير بيئة تربوية غنية وخصبة تزود الطالب بكافة متطلبات خطط التنمية وسوق العمل وفقاً لأسلوب التعلم الذاتي والنظام المفتوح بما يفسح المجال أمام الطلبة للعمل الجماعي بروح الفريق الواحد ، كما يهدف إلى بناء نظام تعليمي متطور يضاهي أحدث التجارب التربوية العالمية، وتوفير كافة مستلزمات ومتطلبات تطبيق المناهج التعليمية الحديثة وأساليب التقويم والامتحانات الجديدة .



وقد استمع الوفد إلى مديرة المدرسة هند لوتاه التي تحدثت عن مدى نجاح المشروع رغم مرور فترة بسيطة على تطبيقه وما تم استحداثه من حيث تدريس العلوم والرياضيات باللغة الانجليزية باعتبارها لغة العصر مع التأكيد على عدم إهمال اللغة العربية فالطالب يجب أن يكون ثنائي اللغة .



بعد ذلك استعرض د. محمد صالح المناعي مدير هيئة التعليم العالي بدولة قطر ، التجربة الرائدة والناجحة مع المدارس القطرية المستقلة والتي بدأت عام 2004-2005 ؛ حيث ذكر أن النظام التعليمي في هذه المدارس لا يختلف عن مدارس الغد في دولة الإمارات حيث أن الهدف منها تطوير التعليم ، وتنمية قدرات الطلاب على التفكير النقدي واتخاذ القرار وحل المشكلات والعمل الجماعي والإبداع العلمي والقدرة على استخدام الوسائل التكنولوجية والتواصل الفعال .



ثم قام الوفد بعد ذلك بجولة استطلاعية في المدرسة واطلع على النظام الهندسي لفصول مدارس الغد والذي يختلف عن النظام التقليدي حيث يُتبع فيه نظام الفصول المفتوحة ، ثم قدمت طالبات المدرسة لوحات استعراضية غنائية أبدعن فيها ولاقت استحسان وثناء الوفد ، وقد أكد الدكتور احمد الصياد نائب مدير اليونسكو على سعادته والوفد المرافق له بما شاهدوه في المدرسة وقال : لقد لاحظت أن هناك اهتماما بالتربية والتعليم وخاصة في المراحل التأسيسية وان هذا التوجه سليم ،وهذه المدارس تشكل نموذجا رائعا ويجب تعميمه على جميع المدارس ليُستفيد منه ، الأمر الذي يشعرنا أن دولة الإمارات تسير في الطريق الصحيح ألا وهو الاستثمار في مجال التربية لان التربية ، هي المفتاح الحقيقي للتنمية الشاملة والمستدامة ، كما أني شعرت بالسعادة حين لاحظت أن الأطفال يتعلمون الكثير من المواد الدراسية إلى جانب الاهتمام بالرياضة والفن ، وأضاف : أن هذه هي المرحلة الأساسية التي يستطيع فيها الطفل أن يواجه ما بعد مرحلة الطفولة ، كما أن تعليم اللغات في هذا العمر المبكر أساسي لان الطفل لديه قابلية متميزة لتعلم اللغات وكل ما هو جديد وهذا يعتبر أساسا للدراسة في مراحلها الثانوية ثم الجامعية ، وقد أصبح اليوم معروفا في العالم أن من أراد أن يشق طريقه في الحياة يجب إن يكون ملماً بأكثر من لغة ، ونحن سعداء في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أن نرى هذا النموذج الناجح في دولة الإمارات ، كما نتمنى أن نرى الكثير من الأمثلة الجيدة على مستوى الوطن العربي الذي للأسف تراجعت بعض أقطاره في كثير من المجالات العلمية وأهملت تعليم الأطفال وذلك مقابل الإنفاق على أمور غير إنتاجية ، وأتوجه بالشكر الى كل من ساهم في هذه التجربة المفيدة وإلى مدرسة السعادة ، كما أضاف د. محمد صالح المناعي ،أن من يرى المدرسة والنظام المتبع فيها يظن انه تم البدء في هذا المشروع منذ عدة سنوات وليس مع بداية العام الدراسي الحالي مما يدل على انه أنجز في وقت قياسي وهذا إن دل على شي فهو يدل على الجهود الجبارة التي بذلت من قبل الجميع ، كما أبدى د.خالد الجودر مدير مكتب التخطيط التربوي بالمملكة البحرينية ، إعجابه بنظام الفصول المفتوحة وذكر أن التعليم في المملكة لا يختلف كثيرا عن مدارس الغد حيث انه يتم تعليم اللغة الانجليزية والحاسوب في مرحلة رياض الأطفال .



وفي الختام توجه الوفد المكون من د.أحمد الصياد نائب مدير اليونسكو ، د. محمد صالح المناعي مدير هيئة التعليم العالي بدولة قطر ، ومارك براي مدير معهد التخطيط الدولي ، د.غالية الحميدان مسئولة مكتب الإمارات باليونسكو ، ود. خالد الجودر مدير التخطيط التربوي بالمملكة البحرينية ، وبرايد سفير المجموعة ، بالشكر للأستاذة هند لوتاه مديرة المدرسة وهدى الملا موجهة الجغرافيا والدراسات الاجتماعية بمنطقة دبي التعليمية وإلى جميع المدرسات متمنين لهن المزيد من التقدم والنجاح .